بقلم محمد ناعم إطار ومكون وباحث في مجال المهارات الحياتية وتكوين مؤطري المخيمات الصيفية.
على الرغم من الجهود التي تبذلها وزارة الشباب والرياضة في إعداد وتهيئة الأطر التربوية الخاصة بالمخيمات من خلال الدورات التكوينية التي تنظمها مديرية الطفولة والشباب والشؤون النسوية بالشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم في هذا المجال ، الا أن هذا لا يعني الوصول والارتقاء إلى مستوى الطموح الذي نبتغيه، ذلك لأننا بحاجة إلى تحديث وتجديد الأساليب المتبعة في الدورات التكوينية وسبل الارتقاء بالمحتوى التدريبي النظري والتطبيقي المقدم للمتدربين على نحو أفضل. وتعد مسألة إعداد وتهيئة وتأهيل المكونين لفئة المديرين والمقتصدين والمدربين وغيرهم في المراكز المفتوحة لهذا الغرض من الأمور المهمة والضرورية من حيث البحث والتجديد والتنوع في الأساليب فضلاً عن تقديم الأداء الأفضل لهذه الدورات التكوينية.
لكن حين تسند هذه الدورات التكوينية المتخصصة التي تسمى في عرف وزارة الشباب والرياضة بتداريب المؤطرين لمجموعة من المكونين لا يمتلكون الكفاءة اللازمة لإدارة وتأطير وتنشيط هذه التداريب سيصنف هذا الإجراء في خانة العبث .فالجدارة والكفاءة لا تعني ما يفعله البعض ممن يحسبون في عداد المؤطرين من تناول محاور هذه التداريب بنوع من السطحية ، باعتمادهم على ذكائهم الاجتماعي للإيحاء للمتدربين بتمتعهم بقدرة مهنية وعلمية راقية ، من حيث خفة الظل والمرح فيقضي معهم المتدربون وقتاً سعيداً ولكن على حساب فائدتهم ، فهؤلاء لا يجددون أو يطورون معارف ومهارات المتدربين بقدر ما يميلون إلى استعمال أساليب تدريبية تقليدية حتى دون المقدرة على التعليق عليها أو استثمارها ، فهؤلاء يهوون التدريب كمصدر للشهرة وإطراء الذات و إسعاد المتدربين وتكوين علاقات معهم ولو كان ذلك على حساب الأهداف التدريبية المطلوب منهم تحقيقها .
وهناك صنف من المؤطرين يستندون في عروضهم وفي التطبقيات التربوية على مجموعة من الأدوات التدريبية ، لا يجيدون سواها ولا يسعون لتطويرها، يطرحونها في كل تدريب وبنفس الأسلوب والترتيب . مدخلهم لكافة المواضيع واحد دون تغيير ، والأدوات التي يستخدمونها نمطية ، فاقدون لحماس الطرح ، آليين في ترتيبهم للأمور ، العبرة عندهم باستكمال ما لديهم من عروض نظرية وتلقين الأناشيد وتنظيم حلقات الأشغال اليدوية والألعاب المختلفة، فالعبرة النهائية لديهم أنه يعملون ، وليست العبرة ماذا ولا كيف يعملون .
كما نجد صنفا آخر يثير اهتمام المتدربين بقضايا فرعية ، لا علاقة لها بالموضوع ، يشد انتباههم إلى الموضوعات التي ( يجيدونها هم) وليست الموضوعات المتفق عليها في التدريب ، هدفهم الإبهار اللحظي وإدخال المتدربين في حلقة جهنمية أساسها الإحساس الوهمي بالحاجة إليهم والرغبة المؤقتة في الاستماع إليهم وسرعان ما يتساقط هذا الوهم عندما يدرك المتدربون أنهم لم يستفيدوا شيئاً .
والأدهى من هؤلاء صنف من المؤطرين المتعالمين يدخلون في تفاصيل لا علاقة لها بمضمون العروض النظرية والتطبيقية فيفقدون الطريق فلا يعرفون كيف يعودون إلى نقطة البداية فيضيع الوقت دون أن يتحقق الهدف .كل هذه الأصناف متواجدة ومعروفة بالأسماء.
تداريب المؤطرين (تكوين المكونين) من التداريب الصعبة التي تحتاج للخبرة والكفاءة والتمرس والإطلاع على مجموعة من المعارف والتقنيات والمهارات المتجددة يمكن أن أن نذكر منها:
ـ مفاهيم حديثة حول التدريب
- قواعد مهمة في إدارة تداريب مخيمات العطل
- مواصفات المؤطر المحترف لتداريب مخيمات العطل
- تحديد احتياجته التدريبية
- بناء الحقيبة التربوية التدريبية
ـ أساليب التدريب الفعال
- مهارات التيسير
- التواصل الفعال مع المتدربين واستخدام لغة البدن
ـ التحكم في نبرات الصوت
ـ تقويم عملية التدريب
- كيفية السيطرة على التوتر أثناء التدريب
- كيفية التعامل مع أسئلة المتدربين
ـ تقنيات وبيداغوجيات تسيير أنشطة المخيم التنظيمية والأنشطة الفنية والتعبيرية والأنشطة الرياضية والحركية والأنشطة الثقافية والعلمية والفكرية وأنشطة المهارات الحياتية والتنمية الذاتيةوذالك من خلال التمكن من :
1ـ تحضير النشاط للتطبيق
1ـ وضعيات انطلاق النشاط.
2 ـ تنظيم المشاركين.
3ـ الإعلان عن بداية النشاط .
2ـ ملاحظة تطبيق النشاط
ـ المشاكل
1ـ في المهارات فردية
2ـ في المهارات جماعية.
ـ أسباب المشاكل
3ـ خطأ في التقدير .
4ـ علاقات غير مطلوبة.
5ـ أسباب وجدانية .
6ـ ضعف عوامل التنفيذ .
3ـ التدخلات البداغوجية:
أ ـ بالحوار
ـ حول السلوك الحركي
ـ حول إطار النشاط
1ـ في حدود وشكل فضاء النشاط .
2ـ في أدوات النشاط
3ـ في المشاركين في النشاط.
4ـ في العلاقات.
ب ـ مواقف المدرب(ة) (المربي(ة) المنشط (ة) ) لتدعيم النشاط :
- في التخطيط: تحديد الكفايات النوعية/الوسائل/التقنيات...
- في التنظيم: ضبط العمليات/الوسائل/الوقت...
- في التوجيه: الارشاد/المساعدة...
ـ وأخيرا كما سبق وان أشار الاستاذ شكيب الرغاي في إحدي مداخلاته بمدينة طنجة (عيش تجارب تدريبية حية للإحساس بأجواء المخيم وعلاقاته وأنشطته ومناخ تحصيل المعلومات والمهارات والاتجاهات ) عبر :
ـ التلقي
ـ المشاهدة
ـ المشاركة
ـ التجريب
نأمل أن تتنبه الجهات الراعية لتداريب المؤطرين بأن تختار العناصر التي يمكنها القيام بالمطلوب و ذلك للمساهمة بفعالية في بناء قدرات المتدربين لتحقيق التميز في التدريب وتلافي الأخطاء التي ارتكبت في هذا الجانب المهم في اهتمامات هذه الجهات ، ومرة أخرى نقول أوقفوا هذا العبث واختاروا الأطر المناسبة لمثل هذه التداريب وإن اقتضى الأمر ضرورة إخضاعها للمرور أمام لجنة علمية وتقنية لتقييم قدراتها وكفاءتها.