شهدت مدينة بنسليمان، خلال الفترة الأخيرة، ميلاد سلسلة من البنيات والمشاريع المهيكلة في مجال الرياضة، باستثمارات بلغت حوالي 12 مليار سنتيم، والتي ستساهم لا محالة في جعلها مدينة رياضية بامتياز، وتعزز بالتالي موقعها الأيكولوجي لما تتوفر عليه من مناخ متميز وغطاء غابوي يمتد على مساحة 54 ألف هكتار.
وهكذا، تعززت البنية التحتية الرياضية بالمدينة بميلاد عدد من المنشئات الرامية إلى الرقي بالمستوى الرياضي والترفيهي بالمدينة، والمتمثلة في إحداث قاعة مغطاة متعددة الرياضات بغلاف مالي إجمالي يناهز 9,2 ملايين درهم.
وتشتمل القاعة المغطاة للرياضات ببنسليمان، المشيدة على قطعة أرضية مساحتها 2500 متر مربع، على بهو للاستقبال، وفضاء للألعاب متعدد التخصصات، ومنصة شرفية، ومدرجات تتسع لـ 500 مقعد، ومستودعات للملابس، وقاعة للعلاجات، وباقي المرافق الضرورية في هذا النوع من المنشآت.
وأصبحت هذه البنية الرياضية، التي تعد ثمرة شراكة بين وزارة الشباب والرياضة، والمجلس الإقليمي، وبلدية بنسليمان، بمثابة فضاء للتدريب وتنظيم الأنشطة الرياضية.
وأضحت المدينة تتوفر أيضا، على المركز الجهوي للتكوين في ألعاب القوى ببنسليمان٬ الذي يوفر للعدائين الشباب وللمتدربين تكوينا للقرب في مختلف تخصصات ألعاب القوى.
وتتضمن هذه المنشأة الرياضية، التي شيدت على مساحة تناهز 7 هكتارات٬ بغلاف مالي يفوق 31 مليون درهم (دعم من الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى)، مركزا للتكوين وجناحا للإيواء تصل طاقته الاستيعابية إلى 40 رياضيا وحلبة مطاطية تتكون من 6 ممرات (مع إمكانية توسيعها إلى ثمانية ممرات)، وحلبة للتسخينات وحلبة داخلية معشوشبة وفضاءات للقفز والرمي ومدرجات.
ويتوخى من المركز جعل الإقليم مشتلا لتكوين أبطال المستقبل في مختلف التخصصات الرياضية قادرين على تمثيل المغرب في التظاهرات الرياضية الدولية أحسن تمثيل.
وتعززت البنية الرياضية ببنسليمان أيضا، بإطلاق بناء مشروع المسبح نصف أولمبي، بغلاف مالي ناهز 18 مليون درهم، بمساهمة كل من وزارة الشباب والرياضة بـ9 ملايين درهم، والمجلس الإقليمي لبنسليمان بـ2 مليون درهم، والمجلس الجماعي لبنسليمان بـ5 ملايين درهم والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بـ2 مليون درهم.
ويشتمل المشروع، الذي بلغت نسبة الأشغال به حوالي 40 في المائة، على مدرجات بسعة 800 مقعد وقاعة لكمال الأجسام، وقاعة التمريض، ومستودعات الملابس، ومرافق صحية.
وفي نفس السياق، أعطيت الانطلاقة لإعادة هيكلة المسبح البلدي للمدينة، بمبلغ 6 ملايين درهم، بدعم من وزارة الداخلية.
ويشمل المشروع، الذي وصلت نسبة الأشغال به إلى 10 في المائة على مسبح ومطعم ومقهى وقاعة متعددة الاختصاصات ومرافق صحية والتهيئة الخارجية للمسبح.
وفي الشق الخاص بكرة القدم، فقد تعززت البنية التحتية ببناء الملعب البلدي لبوزنيقة، الذي بلغت نسبة الأشغال به أكثر من 95 في المائة، ورصدت له بلدية بوزنيقة مبلغ 36 مليون درهم.
كما تمت إعادة تأهيل الملعب البلدي لبنسليمان، من خلال تكسية الملعب بالعشب الإصطناعي، وتسييج الملعب، وإنشاء نظام صرف المياه.
وبلغت كلفة المشروع، الذي أصبح جاهزا 11 مليون درهم، بمساهمة كل من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووزارة الداخلية، ووزارة التجهيز.
والأمر ذاته، ينطبق على ملعب الشبيبة الرياضة الذي تمت إعادة تأهيله هو الآخر بمبلغ 7 ملايين درهم.
كما أعطيت الانطلاقة لإحداث ستة ملاعب للقرب بتمويل من طرف المجلس الإقليمي لبنسليمان بغلاف مالي يناهز 7 ملايين درهم، منها أربع ملاعب بحي القدس، ثلاث ملاعب بالعشب الإصطناعي، وأخر بأرضية ملونة، وملعبين بحي الفلين ولوزيس، حيث بلغت نسبة الأشغال 40 في المائة.
بدورها قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، باستثمار مبلغ يناهز 2 مليون درهم، من خلال إعادة تأهيل ملعب الكرة الحديدية لنادي حسنية بنسليمان، الذي أضحى يتوفر على ثلاث مسالك، ومقهى، وإنشاء الممرات، والإنارة، بمبلغ إجمالي بلغ 267 ألف درهم.
في الوقت الذي تم فيه إعطاء انطلاقة مشروع تشييد ملعب الكرة الحديدية بالحي الحسني، الذي بلغت نسبة الأشغال به حوالي 50 في المائة، ورصد له مبلغ مليونا و633 ألف درهم.
ويشتمل المشروع على خمس ملاعب للكرة الحديدية مع السياج، وفضاء ترفيهي للأطفال، وتجهيز الممرات، وأشغال الإنارة.
وتروم هذه المشاريع تعزيز العرض الرياضي، والمساهمة في تكوين وتأطير الأندية الرياضية، ودعم ولوج الشباب والأطفال إلى الأنشطة الرياضية والترفيهية، فضلا عن دعم مجهودات العصب والأندية وتقوية حضورها على المستوى الجهوي والوطني، والمساهمة في الحد من الظواهر السلبية لدى فئات الشباب والأطفال.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت المديرة الإقليمية للشباب والرياضة ببنسليمان، كاميليا موجود، أن إقليم بنسليمان ينفرد في جهة الدار البيضاء - سطات بخصائص بيئية وتنوع للتضاريس، مما يجعل منه قطبا رياضيا بامتياز.
وأوضحت أن الخصائص و المميزات التي يتفرد بها الإقليم جعلت وزارة الشباب والرياضة بمعية شركائها تنكب على تشييد عدد من المنشآت الرياضية التي عرفت تزايدا في الآونة الأخيرة، مضيفة أن الإقليم سيعرف ميلاد مشاريع أخرى مبرمجة من طرف الوزارة ستعزز البنية الرياضية القاعدية والنخبوية بالإقليم.
وتشكل مجمل المشاريع الرياضية التي أنجزت، أو توجد على مشارف الانتهاء، استمرارا لمجموعة من الأوراش الكبرى المهيكلة والبنيات التحية المهمة التي شهدتها المدينة بشكل خاص، لاسيما على مستوى الشبكة الطرقية كالطريق المزدوج بين بنسليمان والمحمدية، والطريق المزدوج بين بنسليمان وبوزنيقة، علاوة على المنجزات المرتبطة بمجالات كالثقافة والصحة والبيئة وغيرها.