العكاري يوقع كتابه الجديد “الحكامة الترابية للرياضة بالمغرب الفاعلون والإكراهات ورهانات التنمية”

العكاري يوقع كتابه الجديد “الحكامة الترابية للرياضة بالمغرب الفاعلون والإكراهات ورهانات التنمية”
رشيد الزبوري -le12.ma
احتضن المعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة بمعهد مولاي رشيد في سلا، اليوم، حفل توقيع كتاب جديد لعبد الرزاق العكاري بعنوان “الحكامة الترابية للرياضة بالمغرب الفاعلون والإكراهات ورهانات التنمية”.

وأدار حفلَ توقيع الكتاب، الصادر عن المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية -سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية، والذي نظم بشراكة مع “المغربية للإعلاميين الرياضيين”، الصحافي الرياضي حسن الحريري وقدّم قراءةً للمؤلَّف عزيز شهير، أستاذ العلوم السياسية.
واستهلّ الباحث كتابه بطرح فرضية مفادها أنه لتطوير المنظومة الرياضية لا بدمن توفير شرطَي مأسسة السياسة العمومية الموجهة للرياضة والتفعيل الحقيقي للبعد الترابي في ظل مشروع الجهوية الموسعة، الذي يجب أن يتعامل مع الرياضة كمكون أساسي مهيكل للتراب.
وأبرز عبد الرزاق العكاري، في كتابه أن الواقع الرياضي، كأحد المجالات الحياتية التي بدأت تفرض نفسها داخل المجتمع، يواجه جملة من التحدّيات المرتبطة بتفعيل مقتضيات الدستور الجديد، وخاصة المادة الـ26، بجعل الرياضة حقا لكل مواطن، ما يستدعي توسيع قاعدة الممارسة وتوفير الشروط المستلزمة، وعلى الخصوص، منشآت رياضية في مختلف ربوع المملكة. كما شدّد على ضرورة تأطير تقني ومقنن ومتنوع ومناسب، إضافة إلى نمط للحكامة، بشقيه المعياري والتدبيري، ناهيك عن الإكراهات المتعلقة بمسايرة التحولات السريعة لنمط الإنجاز الرياضي.
وذكّر الباحث، في هذا المؤلف، بأن تصاعد الاهتمام بالشأن الرياضي راجع بالأساس إلى قدرته على استقطاب وإثارة اهتمام شريحة عريضة من السكان وكآلية للتعبئة الاجتماعية، ما يمكّن الجماعة من ملامسة الفئة المستهدفة، إذ أن توجيه العناية بالرياضة لا يعد تبذيرا للمال العام، بل هو استتمار حقيقي له آثارٌ إيجابية على الجماعة الترابية اقتصاديا، كارتفاع عدد ليالي المبيت في الفنادق والمطاعم وانتعاش التجارة المحلية وإحداث مناصب شغل جديدة.
ويفسر هذا، وفق ما بيّن عبد الرزاق العكاري في كتابه، التنافس الحادّ بين المدن العالمية في استقطاب تظاهرات رياضية دولية، بتمكين المدينة من التوفر على تجهيزات رياضية مهمّة، تشكل عنصرا أساسيا في توسيع الممارسة الرياضية وترسيخها كثقافة لدى المواطن، وتواصليا، بما له من تبعات مفيدة على صورة المدينة، بجعل اسمها أكثر تداولا على الصعيدين القاري والدولي، واجتماعيا وتربويا، كعامل أساسي في تحقيق الربط الاجتماعي والتحفيز على التشبع بالقيم الأساسية للحياة والمجتمع وبتطوير المشروع المستقبلي للتراب، إذ اعتمدت العديد من المدن العالمية، ضمن مخططاتها التنموية، على الاستتمار في أنواع رياضية محددة، بغية تقوية جاذبية التراب وتحسين إطار العيش للسكان المحليين.
واعتمد العكاري في دراسته على بحوث ميدانية وسلسلة لقاءات مع فاعلين محليين همّت 12 مدينة في أربع جهات، تتمحور حول واقع الرياضة على المستوى الترابي، وخلصت إلى وجود جملة من الاختلالات، منها تعدد الأطراف المتدخلة وكثرة المشاريع إلى درجة تضاربها، في ظل غياب التنسيق، فرغم توفر إمكانات مادية وبشرية مهمّة، فإن أثرها على السكان يبقى متواضعا، بفعل عدم وجود إطار مؤسساتي يضمن انسجام المبادرات ويسهر على صياغة مشروع رياضي متكامل وشموليّ تضامني.
وختم الباحث كتابه بجملة من المقترحات العملية، تتوخى جعل الرياضة عاملا مساهما في التنمية الشمولية للتراب، بخلق علاقة ربط بين الرياضة ومشروع تنمية شاملة للتراب، مع ضمان تلاقي السياسات العمومية الرياضية ومأسسة الفعل التنموي للرياضة ترابيا، دون تناسي إعادة صياغة الإطار القانوني بكيفية يكون معها أكثر تحفيزا للرياضة ترابيا، وعلى الخصوص تقوية دور حضور الجماعات الترابية في تطوير الممارسة الرياضية.
يذكر أن لعبد الرزاق العكاري كتابا بعنوان “الصحافة الرياضية بالمغرب بين الهواية الاحتراف (1997) وآخر بعنوان ”الرياضة بالمغرب في أفق حكامة جيدة” (2008).