مصطفى بنرهو: الشباب ودروس كورونا ..نحو تعاقد جديد مبني على سلطة المعرفة وقيم التضامن.
الكاتب : مصطفى بنرهو
نعيش اليوم لحظة الالتفاف حول معرفة جديدة بالتقاسم أملاها سياق "كورونا" أو كوفيد 19، فمنذ الإعلان عن الحجر الصحي وما تلاه من تدابير واجراءات استباقية من طرف الحكومة لمواجهة هذه الجائحة ، توقع الجميع ان الفترة القادمة ستكون صعبة ، وربما أكثر على الشباب ،باعتباره حريص على الحرية والحركة والاستقلالية.
لكن ولم تمر الا لحظات قليلة على هذا الاعلان حتى بادرت مجموعة من الفعاليات الجمعوية والفنية بنشر دعواتهم للمواطنات والمواطنين على وسائط التواصل الاجتماعي ومنها صفحات الفيسبوك ويوتيوب من أجل"احترام التدابير الاحترازية "/ وإبراز مخاطر هذا الفيروس وانتشاره السريع.
وإن من مسؤولية كل مواطن أن يساهم في دعم المجهود الوطني لحماية المجتمع من هذه الجائحة بالبقاء في بيته. وبدأت تتوالى حملات التوعية من طرف فعاليات مدنية وفنية وادبية ورياضية ومن المواطنات والموطنين انفسهم فرادى وجماعات ، تدعوا الجميع الاعتصام بالبيت .
وبفضل التعاون المشترك بين مختلف مكونات المجتمع، ادرك المغاربة أهمية وجدوى المشاركة التي تتأسس على معنى ان تكون مغربيا متضامنا ومتعاونا و مهتما بقضايا مجتمعك، ومنخرطا فيها رغم الصعوبات التي يطرحها هذا الوضع في احترام الضرورات الحالية للحجر الصحي، وما يفرضه السياق الحالي من تباعد اجتماعي. وتأتي حملة التوعية التي اطلقتها الحكومة بتعليق جميع الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية حتى إشعار آخر، لتطرح اشكالية تنظيمية أخرى في الإدارة الذكية للزمان والمكان، خصوصا لدى فئة الشباب التي ترك لها الأمر لتساءل نفسها كيف يمكنها تدبير الأوقات والأماكن المختلفة بما يفيدها، واحترام أماكن وأوقات خصوصيتها. من الواضح أن هذا السؤال يثير مشكلة الظروف المعيشية الضيقة لأسر معينة والاكتظاظ الذي تسببه في هذه الحالة ، إذا كان التباعد الجسدي صعبًا ، إن لم يكن مستحيلا ، فمن المفيد السعي لتحقيق أقصى قدر من التباعد النفسي ، والذي يسمح للشباب بزراعة حديقتهم السرية ، للهروب إلى الخيال ، خاصة من خلال القراءة، الكتابة.
وتعويض الاجتماع الافتراضي مع الأصدقاء إلى حد ما الاجتماعات الفعلية، وجعل من وقت الحجر الصحي مربحًا.
اللافت في هذه الفترة ان التضامن أصبح سيد الموقف كمدخل للشروع في احتواء هذه الجائحة، وسيكون الأمر متروكًا لنا جميعًا للتفكير في الرهان الآمن للوقت اليومي الذي يقضيه الشباب في فحص شبكات التواصل الاجتماعية مقارنة بالوضع الطبيعي. مع رفع منسوب التواصل على الشبكات.
فإذا كان للشباب الحق في التواصل، فلابد ان يتحرر من انتهازية معينة، بشرط أن يسود الحس السليم، وليس أن يكون مخترقا أو تابعا، حتى يتمرس على تمثل العناصر التي تحيط به:
المواقف، الأشياء، الأشخاص، الصور النصوص، الأفكار، وكل الوسط الذي يعيش فيه.
فإذا كانت حياتنا قبل كورونا عاجزة عن احتواء كل المبادرات التي تسعى لتعميم المعرفة وتوسيع سلطة العقل فإن الإمكانيات التي تمنحها اليوم منصات التواصل الاجتماعي وما أفرزته من مبادرات وطنية تشاركية متعددة ومختلفة تروم تأسيس قيم التضامن المعنوي والمعرفي بين فاعلين مدنيين ومبدعين وكتاب ومؤسسات وطنية وإعلام بغية تقريب مجموعة من الخدمات للمواطنات والمواطنين عن طريق مواقع ومنصات الكترونية تبث أنشطة ثقافية وتربوية وفنية وعلمية وتعليمية وتضع روابط للكتب والصحف الوطنية لتعميم المعرفة للجميع، فهي بذلك تكرس لثقافة تأسس لتعاقد جديد مبني على قيم التضامن المعنوي والمعرفي والثقافي، تروم تمكين الشباب من امتلاك المعارف التي تسلحه بالقيم وتنمي وعيه وترفع دوقه، أي قيم المعرفة وإشاعة العقل . هذه الدينامية الثقافية والفنية والعلمية التي خلقتها شبكات التواصل الاجتماعي لجعل المعرفة شعبية عن طريق توفير دروس في مجالات مختلفة ومتباينة سواء تعلق الأمر بالسوسيولوجيا أو التواصل مرورا بالفلسفة الآداب، علوم التربية أو القانون.... الخ. أصبحت تشكل جامعة شعبية افتراضية، كمبادرة وطنية تشاركية تجسد رباطا قويا بين النخب والشباب بأكبر قدر من المعارف وترسخ لفكرة المعرفة الشعبية التي تساهم في توسيع سلطة العقل على أساس إدماج مبادئ التنوع الثقافي والفكري والمعرفي ، والتفاعل الواعي مع الدينامية المتجددة التي يعرفها المجتمع المغربي ، خصوصا في أوساط الشباب.
لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي محطة لقاء بديلة، لتبادل الأفكار وتقاسم الخبرات ومناقشة التجارب المنجزة، أو المحتمل إنجازها، في مجال المعرفة، وفي أفق تحقيق الرهانات الخاصة بهذه المبادرات خلال فترة الحجر وتدبيرها على أكمل وجه بما يحقق توفير شروط التوعية والمواكبة التي تمنح الرغبة للشباب من اجل التفاعل والتجاوب مع ما يقدم لهم من خدمات معرفية وثقافية وتفاعلية تساهم في اعادة انتاج المعنى للحياة ما بعد كورونا .
وبوادر هذه الإرادات، اليوم، تأكد على المضي قدما في تكريس مبادئ التضامن والتعاون على قاعدة تشاركية متعددة الفاعلين من اجل أن يكون للشباب المغربي فضاءات مواطنة معبئة باستمرار عن طريق فاعلين كرسوا خبرتهم ومجال اشتغالهم لفائدة مصاحبة الشباب وتنمية قدراته الثقافية والمعرفية .
إن المطلوب مستقبلا، خلق مناخ داعم لهذه المبادرة وتوفير الضمانات التنظيمية والمنهجية لإنجاحها حتى تصبح نموذجا للشراكة الجماعية التشاركية في تدبير الفترات الصعبة .
وفي هذا الاطار على وزارة الشباب والثقافة أن تعبئ هذه الدينامية وتقوم بتفعيل التنسيق والوفاء لروح وفلسفة هده المبادرات.
وأن تقوم بتحديث المواقع الإلكترونية المتواجدة بمختلف المديريات الإقليمية لتنظيم الجامعات الشعبية الافتراضية باعتبارها شبكة الكترونية وطنية لتقريب المعرفة للشباب.
فمنصات التواصل الاجتماعي جعلت اليوم العمل عن بعد يصبح حقيقة وكلما كان ممكنًا في حياتنا اليومية خارج البيوت جعله وباء كورنا لا يتجاوز عتبة البيوت، لماذا لا يتم استغلال كل هذا الوقت الحر لزيادة مهارات الشباب ومعارفهم، وبنفس الروح، يمكن ان تقدم المنصة الإلكترونية سلسلة كاملة من الدورات التكوينية المخصصة للأطر التربوية والجمعوية، وتكثيف التداريب مع احتياجات الجميع لتصميم مشاريعهم التربوية، مع التفكير في منح للأشخاص الذين يتابعون هذه الدورات التدريبية عبر الإنترنت شهادة المشاركة تشهد باكتساب هذه المهارات الجديدة.
إن الحاجة لتقديم الخدمات للشباب عندما أوقفت مؤسسات الشباب أنشطتها المنتظمة سيمكن من تعديل أنشطتها خلال هذه الفترة من التباعد الاجتماعي. لتقديم الدعم والتوجيه الافتراضي بحيث تكون التدخلات موجهة بشكل جيد وأن يتم الإنجاز على هذه المنصة بأكثر الطرق المهنية والإيجابية الممكنة. بقصد توجيه الشباب نحو الأهداف والغايات حتى يتمكن الشباب من اجتياز هذه الفترة التي تهدد الاستقرار.
الكاتب : مصطفى بنرهو
نعيش اليوم لحظة الالتفاف حول معرفة جديدة بالتقاسم أملاها سياق "كورونا" أو كوفيد 19، فمنذ الإعلان عن الحجر الصحي وما تلاه من تدابير واجراءات استباقية من طرف الحكومة لمواجهة هذه الجائحة ، توقع الجميع ان الفترة القادمة ستكون صعبة ، وربما أكثر على الشباب ،باعتباره حريص على الحرية والحركة والاستقلالية.
لكن ولم تمر الا لحظات قليلة على هذا الاعلان حتى بادرت مجموعة من الفعاليات الجمعوية والفنية بنشر دعواتهم للمواطنات والمواطنين على وسائط التواصل الاجتماعي ومنها صفحات الفيسبوك ويوتيوب من أجل"احترام التدابير الاحترازية "/ وإبراز مخاطر هذا الفيروس وانتشاره السريع.
وإن من مسؤولية كل مواطن أن يساهم في دعم المجهود الوطني لحماية المجتمع من هذه الجائحة بالبقاء في بيته. وبدأت تتوالى حملات التوعية من طرف فعاليات مدنية وفنية وادبية ورياضية ومن المواطنات والموطنين انفسهم فرادى وجماعات ، تدعوا الجميع الاعتصام بالبيت .
وبفضل التعاون المشترك بين مختلف مكونات المجتمع، ادرك المغاربة أهمية وجدوى المشاركة التي تتأسس على معنى ان تكون مغربيا متضامنا ومتعاونا و مهتما بقضايا مجتمعك، ومنخرطا فيها رغم الصعوبات التي يطرحها هذا الوضع في احترام الضرورات الحالية للحجر الصحي، وما يفرضه السياق الحالي من تباعد اجتماعي. وتأتي حملة التوعية التي اطلقتها الحكومة بتعليق جميع الأنشطة والفعاليات الثقافية والفكرية حتى إشعار آخر، لتطرح اشكالية تنظيمية أخرى في الإدارة الذكية للزمان والمكان، خصوصا لدى فئة الشباب التي ترك لها الأمر لتساءل نفسها كيف يمكنها تدبير الأوقات والأماكن المختلفة بما يفيدها، واحترام أماكن وأوقات خصوصيتها. من الواضح أن هذا السؤال يثير مشكلة الظروف المعيشية الضيقة لأسر معينة والاكتظاظ الذي تسببه في هذه الحالة ، إذا كان التباعد الجسدي صعبًا ، إن لم يكن مستحيلا ، فمن المفيد السعي لتحقيق أقصى قدر من التباعد النفسي ، والذي يسمح للشباب بزراعة حديقتهم السرية ، للهروب إلى الخيال ، خاصة من خلال القراءة، الكتابة.
وتعويض الاجتماع الافتراضي مع الأصدقاء إلى حد ما الاجتماعات الفعلية، وجعل من وقت الحجر الصحي مربحًا.
اللافت في هذه الفترة ان التضامن أصبح سيد الموقف كمدخل للشروع في احتواء هذه الجائحة، وسيكون الأمر متروكًا لنا جميعًا للتفكير في الرهان الآمن للوقت اليومي الذي يقضيه الشباب في فحص شبكات التواصل الاجتماعية مقارنة بالوضع الطبيعي. مع رفع منسوب التواصل على الشبكات.
فإذا كان للشباب الحق في التواصل، فلابد ان يتحرر من انتهازية معينة، بشرط أن يسود الحس السليم، وليس أن يكون مخترقا أو تابعا، حتى يتمرس على تمثل العناصر التي تحيط به:
المواقف، الأشياء، الأشخاص، الصور النصوص، الأفكار، وكل الوسط الذي يعيش فيه.
فإذا كانت حياتنا قبل كورونا عاجزة عن احتواء كل المبادرات التي تسعى لتعميم المعرفة وتوسيع سلطة العقل فإن الإمكانيات التي تمنحها اليوم منصات التواصل الاجتماعي وما أفرزته من مبادرات وطنية تشاركية متعددة ومختلفة تروم تأسيس قيم التضامن المعنوي والمعرفي بين فاعلين مدنيين ومبدعين وكتاب ومؤسسات وطنية وإعلام بغية تقريب مجموعة من الخدمات للمواطنات والمواطنين عن طريق مواقع ومنصات الكترونية تبث أنشطة ثقافية وتربوية وفنية وعلمية وتعليمية وتضع روابط للكتب والصحف الوطنية لتعميم المعرفة للجميع، فهي بذلك تكرس لثقافة تأسس لتعاقد جديد مبني على قيم التضامن المعنوي والمعرفي والثقافي، تروم تمكين الشباب من امتلاك المعارف التي تسلحه بالقيم وتنمي وعيه وترفع دوقه، أي قيم المعرفة وإشاعة العقل . هذه الدينامية الثقافية والفنية والعلمية التي خلقتها شبكات التواصل الاجتماعي لجعل المعرفة شعبية عن طريق توفير دروس في مجالات مختلفة ومتباينة سواء تعلق الأمر بالسوسيولوجيا أو التواصل مرورا بالفلسفة الآداب، علوم التربية أو القانون.... الخ. أصبحت تشكل جامعة شعبية افتراضية، كمبادرة وطنية تشاركية تجسد رباطا قويا بين النخب والشباب بأكبر قدر من المعارف وترسخ لفكرة المعرفة الشعبية التي تساهم في توسيع سلطة العقل على أساس إدماج مبادئ التنوع الثقافي والفكري والمعرفي ، والتفاعل الواعي مع الدينامية المتجددة التي يعرفها المجتمع المغربي ، خصوصا في أوساط الشباب.
لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي محطة لقاء بديلة، لتبادل الأفكار وتقاسم الخبرات ومناقشة التجارب المنجزة، أو المحتمل إنجازها، في مجال المعرفة، وفي أفق تحقيق الرهانات الخاصة بهذه المبادرات خلال فترة الحجر وتدبيرها على أكمل وجه بما يحقق توفير شروط التوعية والمواكبة التي تمنح الرغبة للشباب من اجل التفاعل والتجاوب مع ما يقدم لهم من خدمات معرفية وثقافية وتفاعلية تساهم في اعادة انتاج المعنى للحياة ما بعد كورونا .
وبوادر هذه الإرادات، اليوم، تأكد على المضي قدما في تكريس مبادئ التضامن والتعاون على قاعدة تشاركية متعددة الفاعلين من اجل أن يكون للشباب المغربي فضاءات مواطنة معبئة باستمرار عن طريق فاعلين كرسوا خبرتهم ومجال اشتغالهم لفائدة مصاحبة الشباب وتنمية قدراته الثقافية والمعرفية .
إن المطلوب مستقبلا، خلق مناخ داعم لهذه المبادرة وتوفير الضمانات التنظيمية والمنهجية لإنجاحها حتى تصبح نموذجا للشراكة الجماعية التشاركية في تدبير الفترات الصعبة .
وفي هذا الاطار على وزارة الشباب والثقافة أن تعبئ هذه الدينامية وتقوم بتفعيل التنسيق والوفاء لروح وفلسفة هده المبادرات.
وأن تقوم بتحديث المواقع الإلكترونية المتواجدة بمختلف المديريات الإقليمية لتنظيم الجامعات الشعبية الافتراضية باعتبارها شبكة الكترونية وطنية لتقريب المعرفة للشباب.
فمنصات التواصل الاجتماعي جعلت اليوم العمل عن بعد يصبح حقيقة وكلما كان ممكنًا في حياتنا اليومية خارج البيوت جعله وباء كورنا لا يتجاوز عتبة البيوت، لماذا لا يتم استغلال كل هذا الوقت الحر لزيادة مهارات الشباب ومعارفهم، وبنفس الروح، يمكن ان تقدم المنصة الإلكترونية سلسلة كاملة من الدورات التكوينية المخصصة للأطر التربوية والجمعوية، وتكثيف التداريب مع احتياجات الجميع لتصميم مشاريعهم التربوية، مع التفكير في منح للأشخاص الذين يتابعون هذه الدورات التدريبية عبر الإنترنت شهادة المشاركة تشهد باكتساب هذه المهارات الجديدة.
إن الحاجة لتقديم الخدمات للشباب عندما أوقفت مؤسسات الشباب أنشطتها المنتظمة سيمكن من تعديل أنشطتها خلال هذه الفترة من التباعد الاجتماعي. لتقديم الدعم والتوجيه الافتراضي بحيث تكون التدخلات موجهة بشكل جيد وأن يتم الإنجاز على هذه المنصة بأكثر الطرق المهنية والإيجابية الممكنة. بقصد توجيه الشباب نحو الأهداف والغايات حتى يتمكن الشباب من اجتياز هذه الفترة التي تهدد الاستقرار.