جمعية " أميج " تؤكد على وضع قضايا الشباب في قلب النمو الاقتصادي
سعـد دالـيا AHDATH.INFO
جددت الجمعية المغربية لتربية الشبيبة " أميج " موقفها المرتبط بتقييم السياسة العمومية اتجاه قطاع الشباب مؤكدة أن الاتجاه العام الذي رسمه الفاعل السياسي مازال محدود في توجهه نحو إرساء سياسات خاصة بالشباب قادرة على تقديم إجابات واقعية لمشاكلهم ، تشير الجمعية أنه رغم إقرار الوثيقة الدستورية لسنة 2011 حقوقا إضافية تدعم فكرة توطيد الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفق مقاربة إدماجية للشباب ، ففي نظرها أن المدخل الدستوري لم يقد إلى إقرار إطار معياري حاسم يفضي بإعادة الاعتبار للمسألة الشبابية ، ووضعها ضمن الاختيارات الأساسية للفاعلين السياسيين والمؤسسات الرسمية .
تخوفات جمعية " أميج " بخصوص القضايا المصيرية للشباب المغربي تأتي في سياق احتفال العالم بالسنة الدولية للشباب 2020 ، والتي باتت تفرض حسب الجمعية مجموعة أسئلة ملحة بشأن الأفق الذي وصلت إليه السياسات العمومية ، والأسباب الواقفة وراء عدم فعاليتها في اجتثاث حالة اليأس لدى الشباب المغربي والتخوفات المسجلة في صفوفه، خصوصا والمجتمع يعرف وضعا يعج بعدة تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ، وكل هذه التحديات تشهد تزايد تعبيرات شبابية حاملة لمواقف تحيل على عدم الثقة بالمشهد السياسي المغربي وتعبر عن حالة رفض صريح للواقع السياسي .
الجمعية المغربية لتربية الشبيبة التي تعد من الجمعيات الجادة ذات الاهتمام والترافع عن قضايا الطفولة والشباب منذ بداية الاستقلال ، أصدرت بمناسبة الاحتفال بالسنة الدولية للشباب 2020 بيان تؤكد فيه أن المشهد المغربي ما فتئ يعرف تواتر مستمر لبعض المطالب الشبابية المتعلقة بحقوقه الأساسية ( التشغيل والصحة والتعليم ) تؤشر بذلك عن حالة رفض عارمة لأداء المؤسسات الرسمية وعدم رضاه عن سياسات عمومية أضحت محدودة في أثرها ونتائجها ، جعل الشباب يتجه في الغالب لشبكات التواصل الاجتماعي أو حضوره الميداني الكبير في جل الحركات الاحتجاجية ، والتي أثمرت نتائج سلبية في نزوعات كاسحة للهجرة والمغامرة بمغادرة البلاد هربا من الواقع .
هذه الأوضاع المعبرة عن تغيرات سلوكية وثقافية اعتبرتها جمعية " أميج " تجعل الشباب فاعل رئيسي في التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعرفها المغرب، فإنها في نفس الوقت تجعل هذه الفئة العمرية مستهدفة من طرف الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية والشبكات الإجرامية .
جمعية " أميج " دعت بمناسبة السنة الدولية للشباب إلى اعتماد خطة متكاملة تتداخل فيها كل القطاعات الوزارية المعنية بالمسألة الشبيبة وكل الفاعلين في المجتمع المدني العاملين بالحقل الشبيبي ، وتشديدها على أهمية النظر والتفكير العميق بأوضاع الشبيبة المغربية ، باعتبارها أكثر الفئات التي تراهن عليها دول المعمور في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة .
وأشار بيان الجمعية إلى كون الشباب باعتباره ثروة ديموغرافية حسب ( تقارير مؤسسات وطنية تؤكد أن الفئة المتراوح عمرها ما بين 15 / 34 سنة تمثل حوالي نسبة ثلث ساكنة البلاد) ، فإن الضرورة القصوى تقتضي من الدولة التفكير مليا في سبل جعل الشباب في قلب النمو الاقتصادي الذي تعيشه بلادنا وليس على هامشه ، والعمل على تعميم دائرة الاستفادة من مجمل الخدمات الأساسية المنصوص عليها دستوريا كالتعليم والصحة والتشغيل ، ومشاركته في صنع قرارات السياسات العمومية ذات الصلة بالشباب لتجاوز الرتب المخجلة التي يقبع فيها المغرب بسلم مؤشرات التنمية البشرية ، والتي لا تتناسب البتة مع تاريخ المغرب ولا مع الجهود المبذولة لمختلف القطاعات الحكومية ذات الصلة ، ولا تترجم المكاسب التي حققها الشباب المغربي المنصوص عليها في وثيقة دستور 2011 ، وخاصة ما يتعلق بتوسيع دائرة مشاركة الشباب في تنمية البلاد والنهوض بها ، وتيسير سبل اندماجهم في المجتمع، وهو ما من شأنه أن يتيح لهذه الفئة المجالات التي يمكن من خلالها تفجير طاقاتهم، وصقل مواهبهم وإبداعاتهم