أثر جائحة كورونا على موظفي قطاع الشباب والرياضة
نظمت مديرية الموارد البشرية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة - قطاع الشباب والرياضة يوم الثلاثاء 28 يوليوز 2020 مباشرة على شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك، مائدة مستديرة مرئية حول موضوع : " أثر جائحة كورونا – كوفيد 19 – على الجانب الصحي و الاجتماعي للموظف" السيدة سميرة باينة مديرة الموارد البشرية بقطاع الشباب والرياضة اعتبرت الندوة مناسبة لتسليط الضوء على الجوانب النفسية والوضعية الاجتماعية للموظف وانعكاسها على المردودية والفعالية داخل الإدارة، في ظل الظرفية الحالية التي يعيشها العالم و المغرب على الخصوص من جراء تفشي وباء كورونا، وقد استدعت مديرية الوارد البشرية لهذا الغرض أربعة أساتذة متخصصين في مجالات علم النفس وعلم الاجتماع وتدبير الموارد البشرية:
* الدكتورة كريمة الوزاني، أستاذة التعليم العالي - علم الاجتماع - كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان.
* الدكتورة صفاء الشرقاوي، أستاذة التعليم العالي - علم النفس - بكلية علوم التربية بالرباط.
* الأستاذ محي الدين الوكيلي مدرب (كوتش) في التنمية الذاتية، مستشار في التوجيه.
- السيدة سميرة باينة مديرة المواردة البشرية في كلمة تقديمية للندوة رحبت بالمشاركين وأعربت عن أهمية تناول لهذا الموضوع المستجد الذي يعيش العالم اليوم على وقعه وما يمكن أن يخلفه وباء كورونا من أضرار نفسية واجتماعية على عدد من الموظفين خاصة أولئك الذين تجندوا لمواجهته كل واحد من موقعه، خصوصا وأن موظفو وزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الشباب والرياضة شاركوا في مختلف مراحل مواجهة الوباء بدءا من القيام بحملات التوعية و مرورا بمختلف محطات التنشيط والمواكبة، ووصولا إلى إيواء الخاضعين للعزل الطبي والمصابين بالفيروس .
- وحول الأثر النفسي للجائحة على الفرد بشكل عام و على الموظف خصوصا وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على مردوديته و فعاليته في آداء مهامه و مجالات تدخل الإدارة للتخفيف من أثار الجائحة، كشفت الدكتورة صفاء الشرقـــــاوي عن تقرير صادر عن المنتدى الاقتصــــــادي العالمي بعنوان “الإغلاق هو أكبر تجربة نفسية للعالم... وسندفع الثمن” عن أن العالم اليوم يعيش أكبر اختبار نفسي على الإطلاق، حيث أكد التقرير أن أزمة كورونا ستظهر تداعياتها النفسية على العديد من السكان بعد مرور ما يقارب الثلاثة إلى ستة أشهر من إنتهاء فترة الحجر، كما أشارت الأستاذة الباحثة بكلية علوم التربية الدكتورة صفاء الشرقاوي إلى أن عددا من الموظفين سيواجهون العديد من المشاكل النفسية المتعلقة بالغضب والقلق بسبب عزلهم في المنازل وأنه لا يمكن الخروج من هذه الحالة النفسية إلا من خلال اهتمام الادارات بالدعم النفسي لموظفيها و مواكبتهم طيلة هذه الازمة وليس الاكتفاء بمعالجتها بعد مرورها و ذلك من خلال وضع رقم هاتفي أخضر مثلا يجيب على مختلف التخوفات و الارهاصات النفسية للموظفين ووضع لبنات وخلايا للإنصات يشرف عليا أخصائيين نفسيين و مدربين معتمدين .
- الدكتور رشيد بنطيببي، الأستــــاذ البـــــــــاحث في علم النفس تطرق في مداخلته الى الوســـائــل والاليات الممكنة لتجـــــاوز المشــاكل والصدمــــات وكذا الازمــــات النفسية التي قد تعترض موظف قطاع الشباب والرياضة في زمن كورونا، وقد أشار في هذا الصدد إلى أن الموظف بقطاع الشباب والرياضة اكتسب قدرا من الممانعة، ما يسمح له بتجاوز المخاطر النفسية للوباء، معللا ذلك بما بادر به أطر القطاع في مختلف جهات المملكة، في الأيام الأولى من ظهور الوباء من تنظيم وخلق أنشطة متنوعة و هادفة عن بعد، موجهة لمختلف شرائح المجتمع تروم التحسيس بأخطار الوباء و مواكبة و تخفيف أثر الحجر الصحي و ما بعده و هو الشيء الذي خلق عند موظف القطاع نوعا من الممانعة و رؤية متبصرة في تدبير الازمات و اكتساب الممارسات الإيجابية وهذا شيء- يضيف الدكتور رشيد بنطيبي، ليس بغريب عن موظفي القطاع الذين سجلوا حضورهم بمداد من ذهب في كافة الملاحم والمحطات التاريخية الكبرى التي شهدها المغرب .
- وفيما يخص أثر جائحة كورونا – كوفيد 19 – على الجانب الاجتماعي للموظف، تناولت الدكتورة كريمة الوزاني الاستاذة الباحثة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، أهم الاثار التي من النتظر أن تخلفتها الجائحة على نمط الحياة الاجتماعية لموظف القطاع الذي تولى تقديم باقة من الخدمات الاجتماعية والتربوية و الرياضية لمختلف أوساط المجتمع (شباب، طفولة، نساء، ......) كما رصدت الدكتورة الوزاني أهم تداعيات وباء كورونا على الجانب الاجتماعي لموظف الشباب والرياضة وأثرها على المردودية في العمل والخدمات الاجتماعية التي يعمل على تقديمها وما تتطلب منه من اتخاد العديد من الإجراءات والتدابير الاحترازية تروم في مجملها الوقاية من الفيروس من قبيل التباعد الاجتماعي الذي عمل على فرض مسافة في التعامل ليصبح كقيمة ونهج اجتماعي.
- الأستاذ محمد لوكيلي، مدرب (كوتش) في التنمية الذاتية والمستشار في التوجيه أكد في مداخلته على دور المرافق أو الكوتش في مساعدة الفرد أو الموظف على تجاوز الأزمة و طريقة الاشتغال على ذاته لتقوية المحفزات الكفيلة بتمكينه من تجاوز حالة الخوف و الهلع إلى حالة السيطرة على كل العوامل و التأقلم مع الأزمة، الأستاذ لوكيلي نوه بالعمل و التضحيات التي قام بها موظف قطاع الشباب والرياضة في مختلف مجالات اشتغاله، و أشار إلى أهمية هذه المبادرة التي تعكس الدور الحقيقي للمسؤول عن تدبير الموارد البشرية بمنظور حداثي و أكد على أنه لا حديث اليوم عن المردودية و الأداء دون توفير المناخ المناسب للموظف في العمل و أن جائحة كورونا وما ترتب عنها من أزمة همت أساسا متغيرات يصعب مسايرتها وإيجاد حلول نهائية لها، كما تحدث عن تغير مجمل النقاط المرجعية للموظف بسبب الجائحة وتغير العادات اليومية وأيضا ما خلفته الجائحة من تحدي الكفاءات و المهارات حيث حتمت على الموظف الإلمام بكفاءات وتقنيات أخرى فرضت عليه، لمسايرة عمله وآداء مهامه. وفي هذا الجانب حث الإدارة على سن قواعد و أنظمة جديدة تراعي تداعيات الجائحة وتنزيل إجراءات فورية من قبيل تكثيف الدورات التكوينية حول تقنيات العمل عن بعد و مواكبة الحالة الصحية و الاجتماعية للموظف عبر خلق مكاتب مخصصة للإنصات وتكثيف البرامج و الدعم الاجتماعي.
- وفي ختام الندوة أعربت السيدة سميرة بانية عن سعادتها وامتنانها لكافة المتدخلين و المتفاعلين مع المائدة المستديرة كما تحدثت عن الإجراءات التي اتخدها قطاع الشباب و الرياضة للتخفيف من أثر الجائحة على موظفيه، والمواكبة التي قام بها العدد الأول من المجلة الرقمية "" روافد "" التي قام فريق من موظفي المديرية بإعدادها وهي تعنى بتثمين الموارد البشرية وتكريس سيــــــاسة الاعتراف وتكريم الكفاءات و تعزيز روح الانتماء و التضامن و كذا تحفيز وتشجيع التميز والمبادرات الرائدة وكل ما من شأنه الرفع من معنويات الموظف ومن صحته النفسية وبلوغ درجات عالية من الرضا الوظيفي الذي يساعد على تجاوز الأزمات وتدليل الصعاب وتمكين الموظف من التأقلم والتكيف مع مختلف الوضعيات.
وأضافت السيدة سميرة باينة أن المديرية تشتغل حاليا على مشروع خلق خلية للإنصات والاستماع تعنى بالدعم النفسي والاجتماعي للموظفين الذين يجتازون وضعيات نفسية واجتماعية صعبة وأيضا تنظيم دورات تكوينية مكثفة في مجال تدبير الأزمات وتدبير التوتر النفسي في المجال المهني وكدا دورات تكوينية في مجال العمل عن بعد.
كما أشادت السيدة مديرة الموارد البشرية بالدور الهام الذي تقوم به مؤسسة النهوض بالأعمال الاجتماعية في مواكبة الوضعية الصحية لموظف القطاع ودعت إلى برمجة باقة متكاملة من الخدمات تروم الرقي بالأوضاع الاجتماعية للموظفين، كما نوهت بالمجهودات والدور الهام الذي لعبته وتلعبه الأطر المساعدة داخل مؤسسات القطاع في مواجهة هذه الجائحة متحدين الضغوطات النفسية والاجتماعية والاقتصادية.