التخييم بالمغرب والتحولات المجتمعية : أي أدوار وأية استراتيجية ؟
▪️أخبار الشبيبة والرياضة: محمد الهبري
⬅️ نظمت جمعية المواهب للتربية الاجتماعية بالمركز الوطني للتخييم بوزنيقة الشاطئ بتاريخ 4 يناير 2025 ندوة وطنية حول موضوع " التخييم بالمغرب والتحولات المجتمعية : أي أدوار وأية استراتيجية ؟
⬅️ وحسب جمعية المواهب الجهة المنظمة فإن هاته الندوة تأتي في سياق مسلسل فتح النقاش والحوار العمومي حول مجموعة من القضايا التي تمس واقع الطفولة والشباب ببلادنا ، التي دأبت الجمعية أن تسلط الاضواء حولها وان تتخذها كتقليد سنوي كلما حلت دورة المجلس الوطني، وقد شارك في الندوة مجموعة من الخبراء والفاعلين في المجال التربوي.
🔹🔹استهل الدكتور رشيد روكبان رئيس اتحاد المنظمات المغربية التربوية مداخلته بالتأكيد على أهمية المخيمات التربوية في تعزيز قيم الحوار، حب الوطن، المسؤولية، والتطوع كأرقى سلوك مدني ووطني، بالإضافة إلى تنمية مهارات القيادة لدى الشباب.
طرح الدكتور روكبان مجموعة من التساؤلات المحورية:
▪️هل ما زالت هناك حاجة إلى المخيمات التربوية ووظائفها التقليدية؟
▪️إذا كانت الحاجة قائمة فهل ما زالت المخيمات تؤدي أدوارها التاريخية؟
▪️في حال وجود تراجع في أداء المخيمات ما هي الأسباب الكامنة وراء ذلك؟
▪️ما السبيل للحفاظ على الأدوار الحيوية للمخيمات التربوية؟
أشار الدكتور روكبان إلى بعض التحديات التي تواجه المخيمات مثل استغلالها في الدعاية الانتخابية، وظهور اهتمامات جديدة لدى الأطفال والشباب مرتبطة بوسائل الاتصال الحديثة والتكنولوجيا مما أدى إلى تنافس كبير في استقطابهم.
كما نوه بالجهود الكبيرة التي يبذلها أطر وزارة الشباب والثقافة والتواصل متسائلا عما إذا كان المسؤولون السياسيون على دراية بهذه التضحيات، وداعيا إلى توسيع قاعدة التأطير التربوي عبر توظيف خريجي المعهد الملكي لتكوين الأطر المتخصص في مجال الشباب والطفولة.
في الختام أكد الدكتور روكبان على استمرار الحاجة إلى المخيمات التربوية نظرا لأدوارها التربوية المهمة مشددا على ضرورة تكييفها مع التحولات المجتمعية والتكنولوجية لضمان استمرار تأثيرها الإيجابي على الأجيال الصاعدة.
🔹🔹الأستاذ الصديق بوقوص رئيس الرابطة
المغربية للمكونين التربويين قدم مداخلة استعرض فيها تجربة الرابطة على مدى 12 سنة من العمل في الحقل التربوي.
خلال مداخلته أكد الأستاذ بوقوص على ضرورة تحسين جودة التكوين للمؤطرين التربويين، والاستفادة من التداريب الدولية لتعزيز الكفاءات المحلية.
وشدد على أهمية مواكبة التحولات العالمية في المجال التربوي، وتكييف البرامج التخييمية لتتلاءم مع المستجدات.
رئيس الرابطة المغربية للمكونين التربويين دعا إلى الاستفادة من الخبرات والتجارب المتراكمة في مجال التخييم لتطوير الممارسات الحالية.
وطالب في نفس الوقت بتحسين الإطار القانوني المنظم لعمل المكونين والعاملين في المجال التربوي بما يضمن حقوقهم ويحفزهم على الأداء الأمثل، وأكد على ضرورة أن يكون التقويم عملية مستمرة ومنتظمة لتقييم الأداء وتحسينه.
كما طالب الأستاذ بوقوص بالرفع من قدرات الجمعيات العاملة في الميدان التربوي من خلال توفير الدعم اللازم لها سواء على مستوى التكوين أو الموارد لتعزيز دورها في تنشئة الأجيال الصاعدة.
تجدر الإشارة إلى أن الرابطة المغربية للمكونين التربويين تساهم في تأطير وتكوين المربين في مجال التخييم والأنشطة التربوية، وتسعى منذ تأسيسها إلى الارتقاء بجودة التكوين والتأطير التربوي في المغرب.
🔹🔹الأستاذ عثمان مخون رئيس حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي قدم مداخلة قيمة تناولت عدة نقاط جوهرية في بداية مداخلته أشاد الأستاذ مخون بمبادرة جمعية المواهب في اعتماد تقليد سنوي يتمثل في اختيار موضوع لكل دورة يثير نقاش المهتمين بالمجالين التربوي والثقافي.
كما وجه نقدا لغياب مشاركة المرأة في هذه الندوة معتبرا ذلك معركة لم تنجح فيها بعد غالبية المنظمات الوطنية، واستشهد بإحصائيات وزارة التربية الوطنية التي تشير إلى أن 75% من الحاصلين على درجة الماستر هم نساء، بالإضافة إلى العدد الكبير من النساء المؤطرات في المخيمات كمديرات، منشطات، مدربات، وكذلك الطفلات المشاركات، وأكد أن الجمعيات لا تمنح المرأة الموقع الذي تستحقه داخل المخيمات.
وأشار الأستاذ مخون إلى أن المخيمات تعد قضية سياسية وأن السياسيين كانوا أول من تنكر لها، ورغم مجموعة من العراقيل فإن المخيمات ناضلت من أجل الاستمرار، كما تطرق إلى تقليص الأعداد والأهداف البيداغوجية في المخيمات مما يؤثر على جودتها ودورها التربوي.
🔹🔹في مداخلته أشار الأستاذ محمد النحيلي عضو المكتب الجامعي للجامعة الوطنية للتخييم إلى أن الجامعة تعد من أقوى الشبكات الجمعوية في المغرب حيث تضم مجموعة من الجمعيات والمنظمات العاملة في مجال التخييم والأنشطة الشبابية، وأوضح أن الجامعة تشارك بشكل فعال في تطوير المنظومة التخييمية في المملكة، وتعتبر شريكا استراتيجيا رئيسيا لوزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الشباب في تحسين جودة الأنشطة التخييمية وتوسيع نطاقها مما يساهم في تعزيز تجربة الأطفال والشباب في المخيمات وتطوير مهاراتهم وتنمية شخصياتهم.
وأضاف النحيلي أن المغرب قطع أشواطا كبيرة في ترسيخ الحق في التخييم من خلال تطوير شبكة المخيمات والرفع من قابليتها وجاذبيتها، بالإضافة إلى زيادة منحة التغذية إلا أنه أشار إلى أن الجانب المتعلق بتحفيز المتطوعين من الأطر التربوية لا يزال منعدما على الرغم من التطور التشريعي في هذا المجال الذي أتاح إمكانية إقرار صيغة التطوع التعاقدي، وأوضح أن هذا الإطار يهدف إلى تشجيع الشباب المتطوع وتمتيعه بتعويضات رمزية عبر بذل مجهود مالي إضافي بميزانية فردية عن كل مستفيد تقدر بـ 15 درهما تخصص لتعويضات الأطر المتطوعة.
🔹🔹تحدث الأستاذ مصطفى كاكة عضو المجلس الإداري لجمعية المواهب للتربية الاجتماعية عن مؤسسات التنشئة الاجتماعية المدرسة، الأسرة، والمخيم، وكيفية انعكاس الظواهر الاجتماعية على التخييم، أشار إلى المعادلة الثلاثية وكيفية تحقيق الأهداف في ظل وجود عراقيل.
كما تساءل عن كيفية جعل المخيمات حيوية وجذابة مؤكدا على ضرورة تنويع العرض الوطني للتخييم.
وأشار إلى مشكل إذاعات المخيم والآثار الجانبية والمشاكل المرتبطة بها، وكيفية استغلالها بشكل إيجابي.
🔹🔹في مداخلته تناول الدكتور حسن صابر الباحث في سوسيولوجيا السياسات العمومية، مفهوم التنشيط السوسيوثقافي والسوسيوتربوي في المخيمات متسائلا عن مدى الحاجة إلى مجتمع الرفاه.
وأشار إلى أن مقاربة الدولة للسياسة المندمجة في مجال الطفولة تعاني من غياب الانتقائية والتنسيق والتواصل مما يستدعي وضع سياسة عمومية واضحة في مجال التخييم.
وأكد أن العبء الكامل يقع على عاتق قطاع الشباب وأن المرسوم المتعلق بالتخييم ينتظر آلية للتنزيل.
كما تساءل عن ما إذا كان حق الترفيه حقا مشتركا بين المواطنين مستعرضا أرقام التخييم التي ارتفعت من 40 ألفا إلى 120 ألف ومتسائلا عن نسبة الأطفال المستفيدين مقارنة بعدد الأطفال في المغرب.
🔹🔹في مداخلته تناول الأستاذ محمد موافق رئيس مصلحة المخيمات بوزارة الشباب والثقافة والتواصل التحولات الاجتماعية التي شهدها المغرب وتأثيرها على الأسرة مما يدفع إلى إعادة النظر في أدوار مؤسسة المخيم.
وأشار إلى ضرورة إعادة قراءة مفهوم التخييم كمؤسسة تجاوز عمرها المائة عام مؤكدا أن المخيم ليست له مرجعية عربية أو إسلامية بل هو مؤسسة مستمدة من التجربة الأوروبية خاصة الفرنسية.
كما تطرق إلى برنامج "العطلة للتخييم" ودوره الكبير في إحداث تغييرات داخل مؤسسة التخييم.
وأكد على أهمية المقاربة السوسيولوجية في دراسة الحاجة إلى فضاءات الترفيه حيث يعتبر المخيم فضاء للتواصل تتداخل فيه الخطابات المعرفية والتربوية والأيديولوجية.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية أشار إلى أن المخيمات غالبا ما تقام في الحواضر والجبال والغابات، ولم تأخذ مكانها داخل المدن كباقي المرافق مثل المستشفيات والمدارس.
و أشار الأستاذ محمد محمد موافق إلى أهمية تطوير البنية التحتية للمخيمات وتوزيعها الجغرافي بما يتناسب مع الكثافة السكانية، لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من الأطفال والشباب من هذه الفضاءات التربوية.
🔹🔹في مداخلته أشار الأستاذ مصطفى زعبول عضو عضوا المجلس الإداري لجمعية المواهب للتربية الاجتماعية إلى أن المؤتمر الوطني 16 لجمعية المواهب في ختام أشغاله سجل ضعف نتائج الخطط والبرامج المعتمدة قطاعيا وحكوميا معتبرا أن التشريعات المتعلقة بالفضاءات التربوية خاصة المخيمات ودور الشباب تم إعدادها دون اعتماد المقاربة التشاركية، ولا ترقى إلى مستوى مطالب الجمعيات الفاعلة في هذا المجال.
وفيما يتعلق بالسياسة العمومية للطفولة والشباب طالب المؤتمر بتوسيع البنيات التحتية الموجهة لهذه الفئات مسجلا ضعف الميزانية المخصصة للطفولة والشباب وغياب أي مجهود من طرف القطاع الوصي لصيانة دور الشباب ومراكز التخييم.